إنقاذ حياة طفل كويتي بعلاج بديل غير جراحي لنقص سكر الدم في مرحلة الطفولة

إنقاذ حياة طفل كويتي بعلاج بديل غير جراحي لنقص سكر الدم في مرحلة الطفولة

أٌنقذت حياة الطفل الكويتي اليافع سعد من إصابته بنقص سكر الدم الحاد في مرحلة الطفولة عندما تلقى علاجًا بديلًا غير جراحي لحالته في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في لندن

لم يكن عمر سعد يتجاوز العامين عندما لاحظت أمّه أنه يحرك ساقيه وذراعيه بصورة عشوائية، وأدركت حينها أن ابنها يعاني من مرض يحتاج عناية طبية. وأظهرت الفحوصات المخبرية لاحقًا أن نسبة السكر في الدم منخفضة لكنها دون مستوى مرض السكري، وبقي التشخيص الطبي لسعد غير مؤكد وقضى شهرين آخرين في المستشفى في الكويت. أحيل سعد بعد ذلك إلى الدكتور شاه، الاختصاصي في طب الغدد الصماء لدى الأطفال والذي يعمل في المملكة المتحدة. واكتشف الدكتور شاه بعد فحصه لسعد أنه مصاب بحالة تسمى «فرط الأنسولين الخلقي» وهي حالة معقدة جدًا تتسبب بنقص شديد في السكر في الدم الشديد (أي انخفاض نسبة السكر في الدم) لدى حديثي الولادة والرضّع والأطفال.

وقال الدكتور شاه عن شدة الحالة «نقص السكر في الدم، بسبب فرط الأنسولين الخلقي حالةٌ نادرةٌ نسبيًا وخطيرة تحدث بعد مدة وجيزة من الولادة. ومن أعراضها الخمول والاهتزاز وسوء التغذية والنعاس وقد يحدث نوبات من التشنجات أيضًا، ويعود كل ذلك إلى انخفاض مستويات السكر في دم الطفل وإن لم يعالج ويصحح مستوى السكر في دم المريض، فإنه قد يؤدي إلى فقدان الوعي، والتشنجات وإصابات في الدماغ وفي أحيان نادرة جدًا الوفاة.»

بقي سعد في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال كمريض داخلي من شهر مايو إلى سبتمبر 2017، وخضع خلالها إلى «التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني» والتي أكدت أن لديه حالة متقدمة من مرض فرط الأنسولين الخلقي، ما يعني أنه لن يستجيب للعلاج التقليدي لإيقاف إنتاج الأنسولين، وأنه يحتاج على الأرجح إلى عملية كبيرة لاستئصال 95 في المئة من البنكرياس. لكن بدلًا من هذا التدخل الجراحي الشديد ذو المضاعفات السلبية المحتملة التي تمتد طوال العمر، اقترح الدكتور شاه تطبيق نوع جديد من الأدوية بهدف الوصول إلى استقرار مستويات السكر في الدم.

وقال الدكتور شاه «ناقشت خيارات العلاج المختلفة مع والدي سعد، ففضلا محاولة الاعتماد على العلاج بالحقن قبل الشروع في استئصال البنكرياس شبه الكلي. وتمكن هذا الدواء الذي يحقن مرة واحدة كل أربعة أسابيع، من الحفاظ على مستوى السكر في دم سعد مستقرة مع تحسن كبير في نمط حياته إذ كان يكفي أن يتلقى حقنة واحدة كل أربعة أسابيع بدلًا من أربع حقن يوميًا.»

عاد سعد إلى الكويت وتتطلب حالته مراقبة منتظمة لمستوى الجلوكوز في دمه وكذلك للآثار الجانبية للدواء. وتنخفض وطأة المرض لدى بعض الأطفال بمرور الوقت ولا يحتاجون إلى الاستمرار في تلقي الأدوية.