قصة كيتي
كانت كيتي مراهقة تتمتع بصحة جيدة وكانت خارجة الى السوق مع اختها عندما كان لديها نوبة مرضية استمرت ساعتين. نقلت كيتي الى المستشفى المحلي بشكل سريع ولكن كان يجب عليها أن تنقل بعد ذلك الى قسم العناية المركزة في مستشفى جريت أورمند ستريت (جوش) لتتلقى العناية الخاصة.
بعد اجراء الاختبارات العديدة، تم تشخيص كيتي بمرض التهاب الدماغ (encephalitis) وهذا هو عبارة عن تورم في الدماغ يهدد الحياة. الآن تتهيء كيتي لمستقبلها لتصبح ممرضة اطفال، مستوحاة ذلك من الرعاية التي استلمتها من الممرضات في جوش عندما كانت في جناح كوّالا.
الرعاية الخاصة
قالت كيتي: “احدى الأشياء التي تجعل مرضي معقد هو إني كنت لم أدرك أنني مريضة. من المحتمل إني كنت مريضة منذ ٦ - ٩ اشهر قبل ما كانت لدي نوبة شديدة. بعض الاشارات التي تدل على هذا المرض هي التعامل بشكل عدواني وحدوث نوبات هلع، ايضاً عدم وضوح خط اليد. احياناً اشعر بالصعوبة عندما احاول أن اركز ولا استطيع أن استوعب ايّ صوت.”
كانت كيتي مراهقة تتمتع بصحة جيدة عندما كان لديها نوبة استمرت ساعتين؛ حيث نقلت كيتي الى المستشفى المحلي بسرعة. بعد ذلك استمرت النوبات المرضية في المستشفى. قرر الفريق الطبي الذي كان يعالجها بأنها تحتاج الى الرعاية الخاصة حيث نقلت كيتي الى العناية المركزة في جوش.
اضافت كيتي: “لا تتوقع بأن سيحصل شيء سيء لك حتى يحصل ذلك الشيء. تشخيصك بمرض مهدد للحياة أمر مخيف للغاية، ولكن عندما تأتي الى جوش ستشعر بالاطمئنان. جوش هو المكان الذي اشعر فيه بسلام.”
“انها نعمة إني لم استطع أن اتذكر ما حصل لي. الشيء الوحيد الذي اتذكره عندما كنت في العناية المركزة هو احلامي الحية، التي كانت مبنية على الأشياء من حولي. كنت أشعر إني كنت هناك في المستشفى وبنفس الوقت إني لم اكن هناك ابداً. هذه الحالة تعرف بالهذيان.”
بينما مرض التهاب الدماغ (encephalitis) غير المألوف، هو مرض مهدد للحياة ويحتاج الى العلاج الفوري لتقليل التورم في الدماغ وللتأكيد ايضاً بأن لا يحصل تلف دائم. لكن تشخيصه صعب لأنه يمكن أن يحدث لاسباب عديدة. تتذكر كيتي كيف كانت الاختبارات التي اجريت لها مرهقة.
تقول كيتي: “حالتي نادرة جداً. قيل لي أن تشخيصي هو عبارة عن اختبارات لجميع الامراض المحتملة. لقد أجرى الاطباء المئات من الاختبارات، بما في ذلك الأشعة المقطعية (CT Scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan)، والبزل الشوكي، و EEG واختبارات الدم.
السيطرة على الحالة
قالت كيتي: “نوع التهاب الدماغ (encephalitis) الذي اعاني منه هو بسبب خطأ ما حدث في جهازي المناعي. رغم أن هناك الكثير من قلة المعرفة حول حالتي وعلاجي، كنت متأكدة إني في مكان خاص في جوش وهذا جعلني اشعر بالامان. كان علي أن أتعلم أن اسيطر على توقعاتي وأعطي الأولوية لصحتي، وهذان شيئان صعبان لأنني شابة.”
اليوم، تعاني كيتي من نوبات مستمرة والتي يجب أن يسيطر عليها بتناول الدواء ولكن لم يقف هذا الشيء بطريق كيتي لتعيش حياة طبيعية كشابة ذكية وطموحة.
“عندما تتحسن حالتك، حينها تتعود على مرضك وتتعلم الشجاعة بما يكفي لتذهب الى الخارج وتتمشى في الشارع حتى وإن حدثت لك نوبة.”
بعد مرور سنة ونصف من دخولها الى المستشفى، فقدت كيتي بعض بصرها والآن هي غير قادرة على الرؤية الكاملة. قالت كيتي: “كان شيئاً مخيفاً عندما بدأت افقد بصري. رغم جميع مشاكلي الصحية، كانت هذه هي المشكلة الوحيدة التي اثرت بشكل كبير على صحتي النفسية. لقد ساءت حالتي بشكل كبير بعد ذلك.”
“كان عمري ١٦ سنة ولم اكن استوعب مشاكلي النفسية حتى فقدت بصري. كنت في الصف الاخير في المدرسة ولكن تأخرت سنة في الدراسة وجميع اصدقائي تخرجوا. كان أمر صعب جداً.”
بسبب خبرتها، تعمل كيتي من أجل تحسين توفير الصحة النفسية في مدرستها. هي ايضاً تتطوع لاسعاف سينت جونس.
“جميع الحزن والألم الذي عانيته من مرضي وجهته ايجابياً للاستفادة منه بالاشياء التي تخص الصحة النفسية في مدرستي وانا احب فعل هذا الشيء. لقد قمت بدورتين - دورة حديث آمن عن الانتحار يجعلك تعرف ما هي التصرفات التي يقوم بها الشخص الذي يقدم على الانتحار. دورة تدريبية لمساعدة تجنت الانتحار تساعدك على أن تقرر ماذا تفعل اذا رأيت شخصاً على وشك الانتحار. كانت عطلة نهاية أسبوع تدريب صعبة حقًا. عملت بجد جداً وهذا ساعدني كثيراً. لقد أعطاني شيء اركز عليه.”
الحياة بعد جوش
الآن كيتي اصبحت ١٩ سنة وهي تتهيأ لمستقبلها لتصبح ممرضة اطفال مستوحاة من الرعاية التي استلمتها من الممرضات عند بقائها في جوش في جناح كوّالا. قدمت كيتي لكي تدرس تمريض الأطفال في الجامعة في شهر سبتمبر. حيث قالت كيتي: “الدكتورة روبينسن وايضاً جميع الممرضات في جوش شجعوني على أن اختار هذا المسار المهني. هم قاموا برعايتي عندما كنت في اقصى حالة تعرض للخطر وأحب أن اساعد الآخرين الذين يمرون في تجارب مماثلة.”
“كل ليلة يأتي أحد ليتأكد أنني بخير، ولم يتأكد من ضغط دمي وحرارتي فقط، بل يتأكد إنني بخير فعلاً قبل أن أنام. هذا الشعور بالرعاية مذهل، والمذهل هو أن نستطيع أن نمنح هذا الشعور لاحد.”
“الشيء الذي احبه هو عندما تحاول الممرضات ايجاد شيئاً مشتركاً نحبه. عندما تعمل كممرض وترعى طفلاً مريضاً جداً الشيء الوحيد المشترك بينك وبينه هو انكما في المستشفى. لكن الممرضات يحاولن ان يجدن شيئاً مشتركاً بينهن وبين المريض بعيداً عن كونه مريضاً وايضاً يبذلن جهداً لمعرفته. جميع العاملين اصبحوا شيئاً مهماً في حياتي. بكيت كثيراً في موعدي الاخير مع الدكتورة روبينسن. جاءت جميع الممرضات الى الغرفة ليودعوني. كان موقفاً مؤثراً جداً؛ لم اكن استطيع العيش لولا مساعدتهن.”
“علمني جوش أن اضع قدم واحدة امام الآخر وأن اكن ممتنة لكل شيء عندي. أنا شخصية شجاعة، وناضجة واشعر بالمسؤولية. جوش أعطتني هذه الصفات.”