مقابلة مع طبيبة علاج الأورام عند الأطفال كارين ستاذوف Karin Straathof والتي تعمل أيضا بصفتها العالمة السريرية في صندوق ويلكم Welcome
يتم تشخيص حوالي 30 طفل سنويا في المملكة المتحدة بأنهم مصابين بالورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ (DIPG) والذي يعتبر من اكثر الأسباب الشائعة والمؤدية إلى وفاة الأطفال المصابين بالأورام الدماغية. ونحن بحاجة ماسة إلى الحصول على علاجات جديدة لمساعدة هؤلاء الأطفال. ولقد تحدثنا مع الطبيبة كارين ستاذوف Karin Straathof الحاصلة على العديد من الجوائز لقاء إنجازاتها الطبية والتي أخبرتنا سبب اعتبار العلاج المناعي بانه من الخيارات الجيدة لعلاج الأورام الدماغية مثل الورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ DIPG والذي يعتبر من الأورام الدماغية التي يتعذر علاجها بواسطة العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
تهانينا الحارة على حصولك على جائزة الطبيب الفاحص لهذا العام المقدمة من منظمة الطبيب سايمون نيوويل Simon Newell لدعم الأعمال المبكرة والتي تمولها هيئة سباركس Sparks.
شكرا جزيلا لقد كنت محظوظة بالفعل واشعر بالفخر الشديد لهذا الأمر وأنا في غاية السرور حيث تكمن أهمية هذه الجائزة بأنها تقدير للأعمال التي أقوم بها بالإضافة إلى تعتبر هذه الجائزة مهمة لتقدير الأشخاص الذين قاموا بتدريسي والأشخاص الذين عملت معهم أيضا. حيث تعتبر هذه الجائزة بمثابة تقدير للجهود الجماعية التي بذلها جميع الأشخاص.
تعتبر هذه الجائزة وكذلك العمل المشترك الذي تقومين به في الكلية الملكية لأطباء الأطفال وصحة الطفل بمثابة إقرار حول الآثار المحتملة الناجمة عن البحوث التي أجريتها في العلاج المناعي. ما هو العلاج المناعي؟ وكيف يستطيع العلاج المناعي مساعدة الأطفال المصابين بأمراض السرطان؟
يستطيع جهازنا المناعي على نحو طبيعي بالتعرف على الخلايا الغريبة حيث يقوم باستهدافها وتدميرها. ولكن نظرا إلى إصابة السرطان خلايا الجسم نفسه فيعتقد الجهاز المناعي في اغلب الأحيان بأن الخلايا السرطانية خلايا صديقة ومفيدة للجسم وبالتالي لا يهجم الجهاز المناعي عليها. وأنا أحاول تغيير هذا الأمر عن طريق إعادة برمجة الخلايا المناعية لتستطيع التعرف على خلايا الأورام وتدميرها من دون الحاق أي ضرر أو أذى على خلايا الجسم السليمة الأخرى . ويعرف هذا الأمر باسم العلاج المناعي أي معالجة المرض عن طريق تحسين أو زيادة الاستجابة المناعية الطبيعية في الجسم .
ونقوم بدراسة نوع معين من الخلايا المناعية يطلق عليها اسم الخلايا التائية ، فنحن نرغب بتعديل هذه الخلايا لتتمكن من إنتاج جزيئيات خاصة على سطحها ، وتستطيع هذه الجزيئيات التعرف على جزء معين من الخلية السرطانية وإرسال إشارات إلى الخلايا التائية إلى ضرورة استهداف الخلية السرطانية وتدميرها. ويطلق على هذه الجزيئيات اسم مستقبلات المستضدات الخيمرية (CARs) وبالتالي يطلق على هذا النوع من العلاج المناعي اسم: علاج الخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضدات الخيمرية CAR T-cell therapy.
ولقد حقق علاج الخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضدات الخيمرية CAR T-cell therapy. نتائج واعدة إلى حد كبير عند الأطفال المصابين بسرطان الدم (اللوكيميا) . ويدرس بحثي كيفية استخدام العلاج المناعي بصفته علاج جديد للأطفال المصابين بالأورام الدماغية والأورام في الجهاز العصبي . وعلى الرغم من عدم مقدرة الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي في اغلب الأحيان في الوصول إلى الأورام الموجودة في الدماغ ، إلا انه تستطيع الخلايا المناعية الوصول إلى الدماغ وبالتالي فإننا نعتقد حول مقدرة العلاج المناعي وبكونه علاجا مناسبا لعلاج المصابين بالأورام السرطانية الدماغية.
ومن الأسباب الأخرى التي تدفعنا إلى الاعتقاد حول إمكانية نجاح العلاج المناعي في علاج الأورام الدماغية والأورام الأخرى عند الأطفال بأنه قد تم تصميم هذا العلاج بطريقة لا تلحق أي ضرر أو أذى على الأنسجة الصحية والسليمة في جسم الطفل. فنحن نرغب بمعالجة الأطفال وتحقيق شفائهم من المرض من دون التسبب بإصابتهم بأعراض جانبية أخرى طويلة الأمد ، ويستطيع العلاج المناعي تحقيق هذا الأمر. ولا يعتبر العلاج المناعي في الوقت الحالي بأنه الخيار المناسب لعلاج العديد من الأطفال المصابين بأمراض السرطان حيث أننا نحتاج إجراء المزيد من البحوث حول هذا الأمر.
واعتقد بانه سيؤثر العلاج المناعي تأثيرات كبيرة على العلاجات المقدمة لعلاج مرض السرطان – وخاصة أمراض السرطان عند الأطفال – حيث تمتلك العديد من العلاجات التقليدية المقدمة لعلاج مرض السرطان العديد من الآثار الجانبية السلبية على صحة المريض.
فعلى سبيل المثال ، يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي في بعض الأحيان إلى إصابة المريض بالآثار الجانبية ، مثلا: الحاق أضرار على القلب والكليتين والرئتين والغدة الدرقية وضعف في تطور الدماغ والعقم. واعتقد بوجود احتماليات كبيرة حول مقدرة العلاج المناعي في التغلب على هذه العوائق الناجمة عن استخدام العلاجات التقليدية لمرض السرطان.
كيف أصبحت مهتمة في العلاج المناعي؟
لقد كنت مهتمة على الدوام في المزج بين البحث العلمي والعمل السريري. ولقد حصلت خلال فترة دراستي في كلية الطب على شهادة علمية متكاملة حيث قمت فيها بدراسة الطب السريري والعلوم الطبية الحيوية التي تركز على كيفية عمل الخلايا والأعضاء والأجهزة في الجسم البشري.
وكنت ارغب في التركيز على علاج الأورام عند الأطفال حيث يعتبر علاج مرض السرطان بانه عملية تستغرق الكثير من الوقت ، وتستطيع خلالها من التعرف على الطفل وعائلته بشكل جيد. وانا احب عملي كطبيبة ولكن قد يكون من الصعب أن تشعر بانه على الرغم من تقديمك لأفضل العلاجات المتوفرة إلا أنها لا تؤدي إلى حصول بعض مرضاك على نتائج جيدة . ويساعد وجود الجانب الآخر من عملي (الذي أقوم فيه بتطوير علاجات جديدة للحصول على نتائج جيدة عند المرضى) في حصولي على توازن جيدا في حياتي العملية.
ولقد حصلت مؤخرا على التمويل المقدم من الهيئة الخيرية لمستشفى غريت اورموند ستريت GOSH والتمويل الوطني للأبحاث المقدم من سباركس Sparks. اخبرينا عن مشروعك البحثي.
تهدف المنحة إلى دعم تطوير علاج الخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضدات الخيمرية CAR T-cell therapy. للمساعدة في علاج الأطفال المصابين بأنواع نادرة من الأورام الدماغية والتي يطلق عليها اسم الورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ (DIPG) وهو ورم ينمو حول أنسجة الدماغ الرئيسية مما يخلق صعوبة في علاج هذا النوع من الأورام. ولا تعتبر الجراحة التي تعتبر في اغلب الأحيان بمثابة خطوة كبرى في علاج السرطان بأنها الخيار المناسب لعلاج هذا النوع من السرطان. وحاليا وعلى الرغم من عدد الأبحاث الهائلة التي يتم إجراؤها للحصول على افضل العلاجات المناسبة للأطفال المصابين بالورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ DIPG فإنه يبلغ معدل متوسط مدة بقاء الأطفال على قيد الحياة بعد تشخيص إصابتهم بهذا المرض ما بين 9 إلى 15 شهرا.
ونعتقد بوجود إمكانية فعلية في استخدام علاج الخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضدات الخيمرية CAR T-cell therapy للقضاء على الورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغDIPG ، ولكن يتوجب علينا في بادئ الأمر العثور على العلامات الفريدة التي تظهر فقط على خلايا الورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ DIPG ، حيث سنستطيع بعد ذلك برمجة الخلايا التائية في التعرف على هذه العلامات ليتمكنوا من القضاء على الخلايا المسرطنة فقط من دون الحاق أي ضرر على أنسجة الجسم الصحية والسليمة. ولتحقيق هذا الأمر فإننا نحتاج دراسة الرموز الجينية الوراثية العائدة للورم الدبقي المنتشر ذاتيا في وسط الدماغ DIPG ومقارنة هذه الرموز مع أنسجة الدماغ السليمة الصحية لمعرفة العلامات الفريدة المميزة لهذا الورم.
ونحن نستخدم العينات التي تم التبرع بها إلى المستشفى لخدمة الأهداف البحثية. وتساعد هذه التبرعات في إجراء أبحاثنا وتوجيه الخلايا التائية بطريقة آمنة للقضاء على الورم. ويتوجب علينا القيام بهذه الأبحاث قبل تطوير العلاج.
ما مدى أهمية المنح بالنسبة للبحث؟
تعتبر المنح ذات أهمية كبيرة للغاية! حيث تساعد هذه المنح في بناء مجموعة صلبة من البيانات لعرض الأفكار المناسبة والتي تستحق المتابعة والدراسة. ويساعد عرض مدى صحة هذه الأفكار على تشجيع الباحثين في تقديم أفكار أخرى والحصول على منح اكبر حجما والاستمرار والتطور في إجراء التجارب السريرية. وتساعد كل خطوة نتخذها في هذا المجال في جعلنا اكثر اقترابا من إمكانية الحصول على العلاجات الجديدة المحتملة وتحقيق الشفاء بالنسبة للأطفال المصابين بهذه الأورام.