سؤال وجواب عن السمنة مع "لي هدسون"

19/11/2019

يُناقش الدكتور لي هدسون، طبيب الأطفال العام والاستشاري في "مستشفى جريت أورموند ستريت"، مشكلة أوزان الأطفال والسمنة التي يعانون منها، وذلك في جلسة للأسئلة والأجوبة مع الآباء والأمهات المهتمين بالمحافظة على صحة أطفالهم في اليوم العالمي لمكافحة السمنة. 
 

  • ما معنى المصطلحين "فرط الوزن" و "السمنة"؟  

عادةً، يكون المقصود من فرط الوزن يعني أن وزن الشخص - أو بصورة أكثر تحديداً نسبة الدهون في جسمه - أعلى من النسبة التي تعتبر نسبة صحية. فإذا كان شخص ما يعاني من فرط الوزن، فهذا يعني أن نسبة الدهون في جسمه أعلى مما يُنصح به، وقد يكون لهذا تأثير على صحته (الآن وفي المستقبل على حد سواء). والسمنة هي مستوى من مستويات زيادة الوزن التي تعتبر بالغة الحدّة، ويُعتقد أن هذا يعني مخاطر أكبر بالنسبة للمشاكل الحالية والمستقبلية.  

ويُعرّف فرط الوزن-لدى البالغين- بأن مؤشر كتلة جسمهم (التي تُحسب بتقسيم الوزن على مربع الطول) أكثر من 25، كما تُعرّف السُمنة بأن هذا المؤشر أكثر من 30، وهذا يختلف لدى الأطفال لأنهم ما يزالون في مرحلة نمو وتطور، ولذلك يستخدم الأطباء ما يسمى "مقاييس النسبة المئوية" التي تتابع طول الطفل ووزنه قياساً على المتوسط. وعادة ما يعتبر الطفل الذي تزيد لديه النسبة عن 85-90 بأنه يعاني من فرط الوزن، ولكن الطفل الذي تزيد النسبة لديه عن 95-98 يعتبر أنه يعاني من السمنة. 

وعلى المستوى العالمي، تتزايد السمنة بشكل مستمر، وذلك مع وجود أكثر من 1.4 مليون بالغ مصنفين كأفراد يعانون من "فرط الوزن"، ولذا، يعتبر إدراك المخاطر المتعلقة بالسمنة وفهمها أمراً هاماً؛ حيث تُعزى نسبة 44٪ من عبء مرض السكري، و23٪ من عبء مرض القلب الإقفاري، وما بين 7٪ إلى 41٪ من أعباء معينة لمرض السرطان، إلى فرط الوزن والسمنة. وفي عام 2011، تم تصنيف أكثر من 40 مليون طفل البالغة أعمارهم تحت سن الخامسة كأفراد يعانون من فرط الوزن في2011. 

  • ما هي المخاوف الطبية المتعلقة بالأطفال الذين يعانون من السمنة؟ 

تشبه المخاوف الطبية المتعلقة بهؤلاء الأطفال، إلى حد بعيد، تلك التي نجدها لدى البالغين، ونعلم أن البالغين الذين يعانون من السمنة لديهم مخاطر أكبر للإصابة بأمراض القلب (مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية) ومرض السكري. ويسود الاعتقاد حالياً أن الأطفال الذين يعانون من السمنة سيكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض في المستقبل. 

كما أننا ندرك أن الأطفال والشباب، الذين يعانون من السمنة، لديهم أيضاً مشاكل حالية ولاسيما في قضايا معينة ذات صلة بالثقة بالنفس، وغيرها من المشاكل الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية، فضلاً عن تلك المرتبطة بمرض السكري. 

ووفقاً للنتائج التي خلص إليها مركز دسمان في الكويت، فإن نسبة 37٪ من الأطفال في الكويت مصابين بداء السكري، ولذلك فمن المهم إدراك المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة، كما أن بعض الأطفال الذين يعانون من السمنة تظهر لديهم أعراض اضطراب تناول الطعام، ويواجهون صعوبات وعدم ارتياح في علاقاتهم مع الطعام بسبب السمنة التي يعانون منها. 

  • ما الذي يكن عمله لمساعدة الأطفال المصابين بفرط الوزن أو السمنة؟  

بالنسبة لهؤلاء الأطفال فإن الجواب هو الوقاية، وذلك عبر توعية الأطفال وذويهم بضرورة منع حدوث المشكلة حتى قبل وقوعها، ولكن في حال كان الطفل يعاني من فرط الوزن، فإن الحل الرئيس حينها هو محاولة منعه من كسب مزيد من الوزن، والسعي إلى إنقاص وزنه، ومن الطرق الهامة أيضاً لمنع الأطفال من كسب أوزان إضافية: إبقاء الأطفال محافظين على نشاط بدني، والحدّ من أوقات مشاهدتهم للتلفاز (وخاصة عند تناولهم الطعام لأنهم قد لا ينتبهون إلى كميات الطعام التي يتناولونها) ، ويعتبر إدراكهم لأحجام للحصص الغذائية هاماً جداً في الحدّ من الزيادة الإضافية للوزن. وأيضاً الحرص قدر الإمكان على ألا يفوّت الأطفال أي وجبة طعام، لأنه في حال حدوث ذلك، سيجعلهم يرغبون في تناول المزيد من الطعام في أي وجبة تُقدم لهم، كما يميل الأطفال باهتمام إلى تقليد ما نفعله كآباء وأمهات وراشدين، لذلك يمكن للأهالي والأقارب أن يكونوا أنموذجاً رائعاً لهم يقتدون به في طريقة تناول الطعام الصحي. 

وليست هناك طريقة واحدة محدّدة تضمن إنقاص وزن الطفل الذي يعاني من السمنة، بل يجب بذل الجهود في مختلف مناحي حياة الطفل والشاب، وإحدى الطرق للتأكد من وجود مخاطر صحية لدى الأطفال والشباب هي العثور على أدلة على وجود عوامل خطر أخرى، تترافق عادة مع السمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والعثور على ذلك يساعد في توعية الأطفال لإدراك خطر الإصابة بفرط الوزن على صحتهم، وبالتالي تحفيزهم لتغيير أنماط حياتهم في المستقبل. وبالنسبة لبعض الشباب الذين لديهم مستوى عال من السمنة، قد تكون جراحة علاج البدانة مفيدة أيضاً. 

  • لماذا تعتبر الوقاية مهمة للغاية؟ 
     
    محاولة إنقاص الوزن أمر صعب! وذلك لأنها تتطلب غالباً تغييراً في العادات، ومن الأسهل منع حدوث المشكلة من محاولة حلها، ولاسيما أن علاج زيادة الوزن عادة ما يكون بنفس طريقة الوقاية: تناول الطعام بشكل جيد، وممارسة الرياضة على نحو منتظم، لذلك من المهم تجنب الوقوع في المشكلة أصلاً، قدر الإمكان، ولذلك يُقال درهم وقاية خير من قنطار علاج. 

  •  بماذا تنصح الآباء والأمهات القلقين بشأن أوزان أطفالهم؟ 

من الضروري أن يكون الأهل قدوة حسنة لأولادهم فيما يتعلق بالطعام، ولكن يجب عليهم أيضاً أن يتفهموا الأسباب التي تؤدي بكثير من الأطفال للإصابة بفرط الوزن.  

وعادة ما تتراكم المشاكل المتعلقة الوزن ببطء ومع مرور الوقت، والكثير من العائلات لا تلاحظها إلا عندما تقع، فمن الأفضل على الدوام أن تُوفّر لأطفالك نمط حياة صحي، حتى وإن لم يكن الوزن مشكلة حينها، وذلك لضمان منحهم فرصة أفضل في حياة صحية ومديدة. 

ومن المُسْتَبْعَد أن يؤدي توبيخ الأطفال أو معاقبتهم بسبب فرط وزنهم إلى أي نتيجة إيجابية، ولكن الطريقة المُثلى هي أن يتشارك جميع أفراد الأسرة في تغييرات صحية لأنماط حياتهم مثل تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة الرياضة على نحو أكبر. 

وإذا ما كنتم قلقين بشأن وزن أطفالكم، فمن المفيد أن تستشيروا وتستعينوا بخبير صحي مثل طبيب أو أخصائي تغذية. 

  •  غالباً ما يُشار إلى السمنة على أنها "وباء"، ماذا يعني ذلك؟ 

غالباً ما يطلق على السمنة اسم "الوباء" الجديد، وذلك لأن معظم بلدان العالم قد شهدت معدلات متزايدة في عدد الأطفال والبالغين الذين يعانون من السمنة ، ويعني مثل هذا الارتفاع زيادة في نسبة الأمراض المرافقة للسمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والجلطات والسكري، وهذا الأمر له تداعيات كبيرة جداً على صحة جميع البشر في البلدان والمناطق، والعالم من الآن وحتى المستقبل. 

ومن المهم اتباع أسلوب حياة صحي في أي عمر، وذلك للحيلولة دون حدوث ضغط على أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ولمنع أيضاً زيادة نسبة الأمراض التي يمكن الوقاية منها والوفيات.  

والدكتور لي هدسون استشاري في طب الأطفال العام لدى "مستشفى جريت أورموند ستريت"، متخصص في المضاعفات الطبية المتعلقة بتناول الطعام واضطرابات التغذية والسمنة ومتلازمة التعب المزمن والظروف العامة لطب الأطفال لدى الرضع والأطفال والشباب. الدكتور هدسون خبير من جامعة شيفيلد، وخضع لتدريب متخصص في طب الأطفال العام في أستراليا والمملكة المتحدة، وهو أيضاً عضو تنفيذي في الرابطة الدولية لطب الأطفال، وصحة الطفل، والكلية الملكية لطب الأطفال، والمجموعة ذات الاهتمام المشترك لصحة الطفل والشباب. 

نصائح للآباء والأمهات

أهم النصائح من لي هدسون، استشاري طبيب الأطفال العام، ونيف لاندري، اختصاصية تغذية الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال، لمساعدة الأسر وأطفالها على التمتع بحياة صحية ونشطة.

مارس الرياضة! التمارين الرياضية مهمة في منع مشكلات زيادة الوزن.

يحتاج الأطفال نحو 60 دقيقة يوميًا من التمارين الرياضية وعليك مساعدتهم في تحقيق ذلك في المدرسة أو المنزل. شجعهم على الانضمام إلى فريق رياضي في المدرسة أو المشاركة في الأنشطة المدرسية الرياضية. بعد المدرسة ابحث عن النوادي الرياضية المحلية أو الفرق الرياضية واجعلهم يلتحقون بها. ولا تنس أن بإمكانك تشجيع أطفالك على ممارسة الرياضية بالعديد من الأساليب الممتعة للأطفال خلال 60 دقيقة دون أن تجعل ذلك عبء مفروض. ومن تلك الأنشطة ركوب الدراجات والمشي ولعب الغميضة والقفز على الحبل والسباحة والرقص وغيرها.

ممارسة الرياضة كأسرة واحدة

التمرين معًا كعائلة أكثر متعة! ينبغي تشجيع ممارسة التمارين ودمجها في الحياة الأسرية اليومية. ابدأ بتغييرات صغيرة أو تدريجية (مثل اتخاذ قرار بالسير إلى المدرسة بدلًا من ركوب السيارة)، وصولًا إلى تغييرات أكبر (مثل الرحلات العائلية إلى مدن الألعاب المائية أو ركوب دراجة عائلية.)

قلل من وقت جلوس الأطفال أمام الشاشات

الحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشة، مثل الحاسوب أو التلفاز أو لعبة الفيديو، خطوة مفيدة أيضًا.

كن قدوة حسنة

يجب أن يتفق جميع أفراد العائلة على المحافظة على لياقتهم البدنية، وتبني أسلوب حياة صحي كي لا يشعر الطفل أنه يمارس أشياء غريبة أو خاصة به، ما يجعل الممارسات الصحية جزءًا للحياة اليومية من الحياة الأسرية.

اهتم بغذائك جيدًا

يجب تغذية الجسم بصورة صحيحة لتظهر مزايا ممارسة التمارين الرياضية. احرص على أن تتناول الأسرة وجبات منتظمة وصحية كل يوم. احذر من الوجبات الخفيفة المشبعة بالكربوهيدرات أو الدهون ومن المشروبات السكرية والأكل بين الوجبات، اعتمد في وجبات العائلة الخفيفة بدلًا من ذلك على الفواكه أو المكسرات وشرب كمية كافية من الماء