يوم الصحة العالمي: علماء النفس يحثون الآباء والأمهات على الانتباه لعلامات الاكتئاب لدى الأطفال

12/01/2019

في إطار دعم «يوم الصحة العالمي لعام 2017،» الذي يقام هذا العام تحت موضوع «دعونا نتحدّث عن الاكتئاب،» دعا علماء النفس السريري: الدكتورة إيف ماكاليستر والدكتور دانيال ستارك من مستشفى «جريت أورموند ستريت للأطفال» الآباء إلى الانتباه إلى ظهور أي من علامات مرض الاكتئاب وأعراضه لدى الأطفال.

وحددت منظمة الصحة العالمية، الاكتئاب كسبب رئيس للإعاقة حول العالم، ما يؤثر على أكثر من 300 مليون شخص. وبمناسبة اليوم العالمي للصحة هذا العام يحث مستشفى «جريت أورموند ستريت للأطفال،» الآباء والأمهات على معرفة علامات الاكتئاب وأعراضه وغيره من المشكلات الصحية العقلية الشائعة لدى الأطفال. ومن المعروف أن الاكتئاب نادر في الأطفال الصغار (~ 4%)، إلا أن نسبته ترتفع عادة في سن الشباب عندما يصل الأطفال إلى مرحلة المراهقة (10-20%).

وقال الدكتور دانيال ستارك، اختصاصي علم النفس السريري في المستشفى الذي يقع في لندن، ويعالج أكثر من 1500 طفل من الشرق الأوسط كل عام «الاكتئاب أحد أكثر الحالات النفسية شيوعًا في العالم، ولا يشذ الشرق الأوسط عن ذلك.» وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية حسب تقرير جديد نشرته هذا العام، إلى أن 4.5% من سكان اامملكة العربية السعودية يعانون من الاكتئاب.

ويعرّف الاكتئاب بأنه حالة نفسية شائعة تؤثر سلبًا على شعور الشخص وسلوكه والطريقة التي يفكر بها. ويشمل عادة شعور الطفل بالحزن أو يصبح حساسًا جدًا وسهل الانفعال ويجد صعوبة أكبر في الاستمتاع بالأنشطة المتنوعة. وقد يحمل إلى المصاب به بعض الأفكار السلبية، مثل «لست جيدًا إلى درجة كافية،» أو «لا أحد يحبني» أو «أنا مريع في فعل هذا.» وقد يقترن الاكتئاب أيضًا بالأعراض الجسدية، مثل التعب، وفقدان الوزن أو اكتسابه، وصعوبات في النوم، وعدم القدرة على التركيز. ويميل الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب إلى الانسحاب من الأنشطة اليومية التي كانوا يتمتعون بها سابقًا. أما الأطفال الأكبر عمرًا الذين يعانون من الاكتئاب فربما يفكرون بأن الحياة لا تستحق أن تعاش أو يدور في خلدهم أفكار عن إيذاء أنفسهم.

قد تؤدي التحولات أو التغيرات التي تحدث في حياة الطفل إلى ظهور حالات من الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب أو القلق. وقال الدكتور إيف ماكاليستر «يلاحظ الآباء تزايد هذه الحالات بعد حدوث تغييرات مهمة في حياة الطفل، مثل الانتقال إلى مدرسة أخرى، أو العودة إلى الوطن، أو الانتقال إلى بلد جديد.» وأضاف «ربما يرتبط الاكتئاب أيضًا بحالة نفسية أخرى. فمثلًا، إذا أصبح طفلك قلقًا جدًا من التحدث علنًا، وطرح الأسئلة والإجابة عليها في المدرسة، ويريد تجنب الزيارات الاجتماعية في المنزل، فربما يعاني من القلق الاجتماعي. وقد يقود هذا الخجل إلى الاكتئاب إذا كان يجعل طفلك معزولاً عن أقرانه.»

الاكتئاب شائعٌ جدًا أيضًا في الشباب الذين يعانون من حالات مرضية بدنية أيضًا. وقال الدكتور دانيال ستارك «تنبه المؤلفات العلمية، إلى أن الشباب الذين يعانون من أمراض بدنية، يكونون غالبًا أكثر عرضة للاكتئاب بالمقارنة مع أقرانهم الأصحاء. وتؤثر صحتهم النفسية على نوعية حيواتهم بنسبة أكبر من مشكلات الصحية الجسدية.»

وقال الدكتور دانيال ستارك «نشهد تزايد حالات الاكتئاب في صفوف الشباب، وعلى الآباء أن يعرفوا أن الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب لا يشبهون دائمَا البالغين المصابين بالاكتئاب. إلا أن الأمر الجيد أنه توجد علاجات جيدة أثبتت فائدتها بالتجربة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات في مزاجهم.»

وتوضح الدكتورة إيف ماكاليستر أيضًا أن على الآباء الانتباه أيضًا إذا كان أطفالهم يعانون من عدد من الأعراض الجسدية، فمثلًا، إذا كان الطفل يشكو كثيرًا من آلام في المعدة أو الغياب المتكرر عن المدرسة، فربما هذه علامات على حالة نفسية، وأن الطفل يشعر بالقلق إزاء المدرسة، وخاصة إذا كان الطفل يشكو أكثر من آلام المعدة أو الصداع خلال الأسبوع الدراسي مقارنة مع عطلة الأسبوع.

وحثت الدكتور إيف ماكاليستر، الآباء والأمهات الذين يشعرون بالقلق من أن أطفالهم يعانون من الاكتئاب أو من حالة نفسية أو عقلية، على اتخاذ خطوة أولى وزيارة اختصاصي رعاية صحية نفسية لتقييم حالته عمومًا.

وقالت «من المهم التفكير والتحدث عن الأشياء التي أدت إلى مجموعة الأعراض. وينبغي أن يكون لدى اختصاصي الرعاية الصحية المؤهل في مجال الصحة العقلية، مثل اختصاصي علم النفس السريري أو الطبيب النفسي، الخبرة الكافية لتقديم العلاجات المجربّة بدقة والتي تبين أنها فعالة في علاج الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب.»

وقال الدكتور دانيال ستارك«لا ينبغي أن يكون الاكتئاب وصمة عار؛ بل يجب أن نتحدث عنه لأنه مشكلة شائعة، وما يثلج الصدر أنه حالة قابلة للعلاج ويؤدي الشفاء منها إلى تحسن كبيرة في أداء الأطفال وحياتهم ضمن المنزل وفي المدرسة.»

ما الآباء بحاجة إلى معرفة حول الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:

الأسباب: كما هو الحال في البالغين، والاكتئاب عند الأطفال يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة من العوامل التي قد تشمل: الاب على سبيل المثال، إذا كان الطفل يشكو من آلام في المعدة أو صداع أكثر في كثير من الأحيان خلال الأسبوع الدراسي مقارنة مع في عطلة نهاية الأسبوع.

بالنسبة للآباء والأمهات الذين يشعرون بالقلق من أن الطفل لديهم الاكتئاب أو حالة الصحة العقلية، الدكتور إيف ماكاليستر، ويحث الآباء والأمهات أن الخطوة الأولى هي ضمان حصول الطفل على تقييم شامل من أخصائي الرعاية الصحية العقلية.

"من المهم التفكير والتحدث عن ما أدى إلى مجموعة من الأعراض. وينبغي أن يكون أخصائي الرعاية الصحية المؤهل المتخصص في الصحة العقلية، مثل أخصائي علم النفس السريري أو طبيب نفسي، قادرا على تقديم أو تقديم العلاجات التي تستند إلى الأدلة. وهذا يعني أن النتائج يتم اختبارها بدقة وتبين أنها فعالة في علاج الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب ".

"لا ينبغي أن يكون الاكتئاب حالة وصمة؛ يجب أن نتحدث عن ذلك. إنها مشكلة شائعة، والخبر السار هو أنها حالة يمكن علاجها جدا يمكن أن تؤدي إلى تحسينات كبيرة في أداء الأطفال ورفاههم في المنزل وفي المدرسة "، على حد قول دانيال ستارك.

ما الذي ينبغي أن يعرفه الآباء عن الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:

الأسباب: بصورة تشبه ما يحدث لدى البالغين، قد يحدث الاكتئاب عند الأطفال نتيجة لمجموعة من العوامل تشمل: صعوبات الصداقة، والتحديات في المدرسة، وتلك أحداث حياتية وعوامل عائلية ضاغطة تستمر لفترة أطل لأن الأطفال يجدون صعوبة في العودة إلى الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

الأعراض: ينطوي الاكتئاب عادة على شعور الطفل بالحزن أو الحساسية المفرطة والانفعال الشديد، وصعوبة الاستمتاع بالأنشطة المختلفة. وقد يترافق الاكتئاب أيضًا مع أعراض جسدية، مثل التعب، وفقدان الوزن أو اكتسابه وصعوبات النوم، وصعوبة التركيز. وقد يرغب الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب بالانسحاب من الأنشطة اليومية التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.

الاتصال: إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من الاكتئاب، فمن المهم التفكير في الأشياء التي يجدها تشكل تحديات مزعجة له، ويجب التحدث مع طفلك ومعلمه عن التغييرات التي لاحظتها عليه. ومن المهم أن تتفاعل مع طفلك كي تدعمه نفسيًا.

العلاج: تحدث إلى طبيب أطفال طفلك لتحديد الشخص المتخصص المناسب لعلاجه. وقد يوصي بإجراء تقييم شامل من اختصاصي مؤهل للرعاية الصحية العقلية، على سبيل المثال طبيب نفساني سريري، أو طبيب نفسي للأطفال والمراهقين، ويجب أن يقدم العلاجات القائمة على الأدلة.