علاج خلوي رائد يحدث ثورة في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم
بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال، أوضح البروفيسور أجاي فورا، اختصاصي أمراض الدم عند الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن، كيف يؤدي التقدم في العلاج الخلوي إلى إحداث قفزة ثورية في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد.
يؤثر سرطان الدم الليمفاوي الحاد (أو لوكيميا الأرومة اللمفاوية الحادة) على الدم ونخاع العظام. وهو نوع منتشر من سرطانات الأطفال وأحد أكثر عشرة أورام خبيثة شيوعًا في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. ووجدت دراسة حديثة في الإمارات العربية المتحدة ارتفاع معدله (32%) بين الذكور.
وبيّن البروفيسور فورا أن نتائج علاج سرطان الدم لدى الأطفال تحسنت في العقود الأربعة الماضية، وأصبح الشفاء من نصيب 90% من الأطفال الذي يصابون بسرطان الدم الليمفاوي الحاد، وينطبق ذلك على الأطفال في الشرق الأوسط أيضًا.
وقال فورا «لدينا مجموعة جديدة من العلاجات الرائدة لعلاج سرطان الدم التي طورناها في مستشفى جريت أورموند ستريت بالاعتماد على الخلايا المناعية، ووصل بعضها إلى مرحلة التجارب السريرية.» وأضاف «ما زالت تلك العلاجات في المرحلة التجريبية وتطبق إلا عندما لا تعمل العلاجات الكيماوية الروتينية. وسيكون مريض كويتي أول مريض دولي يتلقى العلاج بخلايا سي إيه آر-تي (CAR-T) في مستشفى جريت أورموند ستريت.»
العلاج بخلايا سي إيه آر-تي نوع من العلاج الخلوي يخضع حاليًا للاختبار في مستشفى جريت أورموند ستريت لعلاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد، ويتم فيه سحب كمية من خلايا الدم البيضاء من المريض (أو الخلايا المناعية) ثم تعديلها حتى تهاجم أنواعًا محددة من السرطان وحقنها مرة أخرى في جسم المريض.
يقول البروفسور فورا «إحدى المشكلات الرئيسة، وخاصة عند الرضّع، صعوبة جمع كمية كافية يكفي من النوع المناسب من الخلايا المناعية (الخلايا التائية)، ولهذا في مثل هذه الحالات نختبر أساليب جديدة تستخدم الخلايا التائية من شخص مانح ثم تعدل بالاعتماد على أسلوب «تحرير الجينات» ولهذا ليس ضروريًا أن تكون مطابقة لخلايا المريض. ويعني هذا أن تلك الخلايا قابلة للاستخدام عمومًا، ويمكن إنتاجها مسبقًا وتخزينها مجمدة لتكون جاهزة للاستخدام في العديد من المرضى.»
وتحقن الخلايا التائية المعدلة جينيًا (تسمى UCART19) في جسم المرضى مباشرة بعد دورة العلاج الكيميائي والعلاج بالأجسام المضادة. ويتوقع منها أن تدور في أنحاء الجسم لتحارب أي خلايا سرطانية في الدم تحمل رمز CD19. وتقم النتائج بعد شهر واحد، فإذا تحسنت حالة المريض يدخل المريض إلى عملية زرع نخاع العظم. في تلك المرحلة تزال تلك الخلايا ولا تستمر على المدى الطويل.
يتوفر هذا العلاج المبتكر حاليًا في مستشفى جريت أورموند ستريت ضمن تجاربه البحثية، وسيتوفر في المستقبل القريب للمرضى من جميع أنحاء العالم ما أن تنتهي مرحلة البحث.
وخلص فورا للقول «العلاج الخلوي ثورة في علاج سرطان الدم لدى الأطفال. وهو يقدم فرصة لعلاج المرضى الذين لم تنجح معهم أساليب العلاج الأخرى. فإذا برهنت مزيد من الأبحاث على البيانات الأولية فعالية هذا العلاج، فإنه سيوفر في المستقبل بديلًا أقل سمية للزرع الخلوي للدم.»
يعالج مستشفى جريت أورموند ستريت، 1500 طفل من الشرق الأوسط كل عام، وعالج 271 مريضا بسرطان الدم بين أبريل - ديسمبر 2017.
لمحة عن البروفيسور أجاي فورا
البروفيسور أجاي فورا استشاري أمراض الدم لدى الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن. يعمل على فورا تقديم الرعاية الطبية للأطفال الذين يعانون من أمراض الدم الخبيثة وغير الخبيثة. ويهتم خصوصًا بسرطان الدم في مرحلة الطفولة ونقل دم الحبل السري. وهو رئيس اللجنة الفرعية لمرض اللوكيميا في المعهد الوطني لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة ولجنةI-BFM ALL . وهو المسؤول الأول عن جميع التجارب السريرية على معالجة مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال والرضع، ويشارك في العديد من المشاريع البحثية في هذا المجال. عمل حتى مارس 2017، مديرًا لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية لدى الأطفال في ترينت.
لعب دورًا رائدًا في التجارب السريرية لعلاجات سرطان الدم الليمفاوي الحاد وزرع الخلايا الجذعية لدى الأطفال على الصعيدين الوطني والعالمي. وهو كبير البحاثة في العديد من التجارب السريرية الوطنية والعالمية من المرحلة 3 والباحث الرئيس لأكثر من 20 تجربة سريرية. نشر 150 بحثًا خاضعًا لمراجعة الأقران وهو محرركتاب عن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد لدى الأطفال.