اليوم العالمي لالتهاب المفاصل: طبيب لروماتيزم الأطفال ينبه الآباء في الإمارات إلى أن التهاب المفاصل قد يصيب الأطفال أيضًا
في اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، ينبه الدكتور مثنى العبيدي، طبيب أمراض الروماتيزم في «مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال،» أننا بحاجة لزيادة الوعي العام بالتهاب المفاصل لدى الأطفال في مجتمع الإمارات العربية المتحدة. فعلى الرغم من أن التهاب المفاصل حالة مرضية تُعرف بأنها تصيب البالغين غالبًا، إلا أنه يغيب عن وعي عامة الجمهور أنه يصيب أيضًا طفلًا واحدًا من كل 1000 طفل، وبدءًا من عمر سنة واحدة وأصغر أحيانًا. ويشار إلى التهاب المفاصل في الأطفال عادة باسم «التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي،» وهو مرض ينتمي إلى فئة أمراض المناعة الذاتية، وتظهر أعراضه على شكل تورم وآلام في جميع المفاصل.
يعمل الدكتور مثنى العبيدي، كاختصاصي في أمراض الروماتيزم للأطفال، وهو باحث رئيس في دراسة عالمية تعاونية عن مرض «التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي» في «مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال.» وكشفت تلك الدراسة عن وجود أنواع مختلفة من مرض «التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي» الذي يمكن أن يبقى مرضًا مزمنًا من عدة شهور إلى عدة أعوام. وإذا ترك الطفل المصاب بهذا المرض دون معالجة فسيعاني من عدة نتائج مؤسفة تشمل التقزّم والألم وهزال العضلات وعدم اتساق الطول، وقد يؤثر أيضًا على قدرة الطفل على الحركة. وقال الدكتور العبيدي «توجد أنواع مختلفة من التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي وتختلف أعراض كل نوع عن الآخر، ولا ريب أن معرفة النوع الذي يعاني منه طفلك سيساعد في اختيار العلاج المناسب.» وأضاف «ما زلنا لا نفهم تمامًا ما أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي، لكن ما نعرفه أن هذا المرض ناتج عن مهاجمة الجسم نفسه.»
تؤدي إصابة الطفل بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي التي ترافق مرحلة نموه إلى آثار مختلفة على جسم تختلف من يوم لآخر. وأشار الدكتور العبيدي إلى أن الأطفال المصابين بهذه الحالة يعانون من احمرار الجلد وتقلب المزاج وصعوبة النوم والتهابات العين بل قد يؤدي إلى إبطاء نموهم. ولا بد أن يكون لدى الآباء اطلاع كاف على هذه العلامات والأعراض التي تظهر على الأطفال في مرحلة مبكرة من حيواتهم. فإذا توقف طفلك عن المشي أو الزحف، فربما يرجع ذلك إلى إصابته بمشكلة في المعصم أو اليدين أو الأطراف السفلية، خاصة إذا رافق ذلك انتفاخ مفاصله أو تصلبها في الصباح الباكر. فإذا وجدت أن طفلك يعاني من أي هذه الأعراض فالأفضل أن تستشير سريعًا طبيب روماتيزم الأطفال.
يستقبل قسم الروماتيزم في مستشفى «مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال،» نحو 1000 مريض كل عام من الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا وجنوب آسيا فضلا عن المملكة المتحدة، ويعمل فيها فريق متخصص في الروماتيزم يسهّل التعاون مع المرضى وأسرهم في السيطرة على هذا المرض.
وأضاف الدكتور العبيدي «يمتاز قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال بأنه قادر على تولي علاج مجموعة واسعة من الحالات المرضية ويرفده نشاط بحثي نشط مع القسم الأكاديمي في معهد صحة الطفل في كلية لندن الجامعية.»
وتحدث الدكتور العبيدي عن الأبحاث المستقبلية المتعلقة بالتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي، وكشف عند وجود 27 دراسة نشطة حاليًا تركز بصورة خاصة على هذا المرض، وتسعى إلى إيجاد وسيلة للتنبؤ بالفائدة العلاجية لدواء معين في حالة فرد معين، لتجنيب المريض الحاجة إلى تجربة عدة أدوية مختلفة لاكتشاف نوع الدواء الذي يفيد حالته.